تمكنت الكيمياء - تضامنا مع البيولوجي والطب- من إرساء وسيلة فعالة للنضال ضد الأمراض منها السل (الدرن)، والجدري، واللوز، والملاريا، وأمراض أخرى فتاكة عانت منها البشرية وأودت بحياة الملايين، ولقد عانى كثير من المرضى لعدم احتواء العقاقير على مواد فعالة معينة لها تأثير منها المواد المخدرة، والمسكنات، والمهدئات مع قدرة على التوقع ومواد كيميائية أخرى.
ويشغل تخليق وتحليل عقار جديد عدة آلاف من الباحثين والمتخصصين لدراسة الخواص البيولوجية والعلاجية بجانب الوضع التكنولوجي للإنتاج، ولكي يسمح بتداول عقار جديد مقترح - في جميع بلاد العالم - لا بد أن يخضع لعدة تجارب وموافقات على أعلى المستويات السياسية للدول، وهذا الإجراء لم يختلف كثيرا عما كان يحدث في الماضي.
وفي عام 1945 حصل العالم الإنجليزي فليمنغ على جائزة نوبل لبحوثه الرائدة التي أدت إلى استخدام البنسلين في الطب، وهو أحد المضادات الحيوية الذي يتميز بتعدد الفاعلية، وساهمت المضادات الحيوية - بصورة عامة - في إنقاذ حياة ملايين البشر. ومنذ اكتشاف البنسلين مر ما يقرب من نصف قرن حيث اتضح أن سوء استخدام المضاد الحيوي وبكميات غير مقننة يؤدي إلى أمراض ذات طبيعة فطرية. ومع أن الإسبرين يعتبر مركبا كيميائيا فعالا وناجحا وواسع الانتشار لكثير من الأمراض فقد اتضح في الآونة الأخيرة تأثيره السلبي على بعض الناس، وهناك بعض العقاقير وجد أنها تؤدي إلى حساسية، وأخرى لها تأثير في النسل والإخصاب والعقم، ونوع يمكن أن يسبب التسمم، ومن ثم ظهر تحذير "أمراض الأدوية".
هل الكيمياء هي المسئولة عن كل هذه الآثار الجانبية؟ بالقطع لا. فأسباب هذه الآثار ترجع إلى سوء استخدام كمية المضادات الحيوية - كما ذكر من قبل - ولقد توصلت نتائج البحوث في هذا المجال إلى أن أمراض الأدوية سببها عدم استشارة الطبيب عند استخدامها بصورة دورية، وإهمال الطبيب أو عدم الرجوع إليه والاكتفاء بآراء غير المتخصصين، وعدم الالتزام بالجرعة اللازمة واتباع الإرشادات والنظام وتغاضي المريض عن حقيقة أن بعض المضادات الحيوية تستلزم نوعا صارما من التغذية والريجيم. وباختصار يرجع السبب إلى عدم اتباع المريض العبارة المشهورة "لا يستخدم إلا بإرشادات الطبيب" والتي تكتب على العقاقير.
وكثير من المواد الكيميائية لها فاعلية العلاج - في حالات معينة - إذا تم تعاطيها بكميات صغيرة مقننة وفي كميات كبيرة تكون ضارة التأثير، وأحيانا تؤدي إلى الموت، وينطبق هذا أيضا على مواد المكياج، والتي إذا ما استخدمت بكميات كبيرة تؤدي إلى أضرار بالجلد والعيون والشفاه والشعر، كما أن الكثرة في تناول الطعام تسمم الإنسان بجانب أنه لا يستطيع أن يتنفس الأوكسجين المركز فقط لمدة طويلة، علما بأنه لا يستطيع العيش بدونه، أي أن الإفراط يؤدي إلى الضرر بوجه عام.